قوله: ﴿مِنَ الْمُعْصِرَاتِ﴾: يجوزُ في "مِنْ" أَنْ تكونَ على بابِها من ابتداءِ الغاية، وأَنْ تكنَ للسببية. ويَدُلُّ قراءةُ عبدِ الله بنِ يزيد وعكرمة وقتادة "بالمُعْصِرات" بالباءِ بدلَ "مِنْ" وهذا على خلافٍ في "المُعْصِرات" ما المرادُ بها؟ فقيل: السحاب. يقال: أَعْصَرَتْ السَّحائِبُ، أي: شارَفَتْ أَنْ تُعْصِرَها الرياحُ فتُمْطِرَ كقولك: "أجَزَّ الزرعُ" إذا حان له أن يُجَزَّ. ومنه "أَعْصَرَتِ الجارِيَةُ" إذا حان لها أَنْ تحيضَ. قاله الزمخشريُّ. وأنشد ابنُ قتيبة لأبي النجم:
٤٤٦٦ - تَمْشي الهُوَيْنَى ساقِطاً خِمارُها * قد أَعْصَرَتْ أو قَدْ دَنَا إعْصارُها
قلت: ولولا تأويلُ "أَعْصَرَتْ" بذلك لكان ينبغي أَنْ تكونَ المُعْصَرات بفتح الصادِ اسمَ مفعول؛ لأنَّ الرياحَ تُعْصِرُها.
(١٤/٢٤٣)
---


الصفحة التالية
Icon