(١٤/٢٥٤)
---
* ﴿ إِنَّآ أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يالَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً ﴾
قوله: ﴿يَوْمَ يَنظُرُ﴾: يجوزُ أَنْ يكونَ / بدلاً مِنْ "يَومَ" قبلَه، وأنْ يكونَ منصوباً بـ"عذاباً"، أي: العذابُ واقعٌ في ذلك اليوم. وجَوَّزَ أبو البقاء أَنْ يكونَ نعتاً لـ"قريباً"، ولو جعله نعتاً لـ"عذاباً" لكان أَوْلى، والعامَّةُ بفتح ميم "المَرَءُ"، وهي العاليةُ. وابنُ أبي إسحاق بضَمِّها وهي لغةٌ: يُتْبِعون الفاءَ اللامَ. وخَطَّأَ أبو حاتمٍ هذه القراءةَ، وليس بصوابٍ لثبوتِها لغةً.
قوله: ﴿مَا قَدَّمَتْ﴾ يجوزُ أَنْ تكونَ استفهاميةً مُعلِّقَةً لـ"يَنْظرُ" على أنَّه من النظر، فتكون، ُ الجملةُ في موضعِ نصبٍ على إسقاط الخافضِ، وأَنْ تكونَ موصولةً مفعولاً بها، والنظرُ بمعنى الانتظار، أي: ينتظرُ الذي قَدَّمَتْه يداه. والعامَّةُ لا يُدْغِمون تاءَ "كنتُ" في "تُراباً" قالوا: لأنَّ الفاعلَ لا يُحْذَفُ، والإِدغامُ يُشْبه الحذفِ. وفي قولِه "ويقولُ الكافرُ" وَضْعُ ظاهرٍ موضعَ مضمرٍ شهادةً عليه بذلك.


الصفحة التالية
Icon