قوله: ﴿تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ﴾: يجوزُ أَنْ تكونَ حالاً من الراجفة، وأَنْ تكونَ مستأنفةً.
* ﴿ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ ﴾
قوله: ﴿قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ ﴾: مبتدأٌ، و "يومئذٍ" منصوبٌ بـ"واجفةٌ"، وواجفة صفةُ القلوبِ، وهو المُسَوِّغُ للابتداءِ بالنكرةِ و "أَبْصارُها" مبتدأٌ ثانٍ، و "خاشِعة" خبرُه، وهو وخبرُ الأولِ. وفي الكلامِ حَذْفُ مُضافٍ تقديرُه: أبصارُ أصحابِ القلوب. وقال ابنُ عطية: "وجاز ذلك، أي: الابتداءُ بقلوب لأنَّها تخصَّصَتْ بقولِه: "يومئذٍ". ورَدَّ عليه الشيخُ: بأنَّ ظرفَ الزمانِ لا يُخَصِّصُ الجثثَ، يعني لا تُوصف به الجثثُ. والواجفةُ: الخائفةُ. يقال: وَجَفَ يَجِفُ وَجيفاً، وأصلُه اضطرابُ القَلْبِ وقَلَقُه. قال قيسُ بن الخطيم:
٤٤٨١ - إنَّ بني جَحْجَبَى وأُسْرَتَهُمْ * أكبادُنا مِنْ ورائِهم تَجِفُ
وعن ابن عباس: واجِفَةٌ: خائفةٌ، بلغة هَمْدان. ويُقال: وَجَبَ وَجيباً، بالباءِ الموحدةِ بدلَ الفاءِ.
* ﴿ يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ ﴾
قوله: ﴿فِي الْحَافِرَةِ﴾: الحافِرَة: الطريقةُ التي يَرْجِعُ الإِنسانُ فيها من حيث جاء. يقال: رَجَعَ في حافرتِه، وعلى حافرته. ثم يُعَبَّرُ بها عن الرجوعِ بالأحوال مِنْ آخرِ الأمرِ إلى أوَّلِه. قال:
٤٤٨٢ - أحافِرَةً على صَلَعٍ وشَيْبٍ * معاذَ اللَّهِ مِنْ سَفَهٍ وعارِ
(١٤/٢٥٨)
---