ولم يَذْكُر فعلَ الوزنِ أولاً؛ بل اقتصر على الكيلِ، فقال: "إذا اكْتالوا" ولم يَقُلْ: أو اتَّزَنوا، كما قال ثانياً: أو وَزَنُوهم. قال الزمخشري: "كأنَّ المطفِّفين كانوالا يأخذون ما يُكال ويُوْزَنُ إلاَّ بالمكاييلِ دومن الموازينِ لتمكُّنهم بالاكتيالِ من الاستيفاءِ والسَّرِقَةِ؛ لأنَّهم يُدَعْدِعُون ويَحْتالون في المَلْء، وإذا أَعْطَوْا / كالُوا ووزَنوا لتمكُّنِهم من البَخْسِ في النوعَيْن جميعاً".
قولُه: "يُخْسِرون" جوابُ "إذا" وهو مُعَدَّىً بالهمزة. يقال: خَسِرَ الرجلُ، وأَخْسَرْتُه أنا، فمفعولُه محذوفٌ، أي: يُخْسِرون الناسَ مَتاعَهم.
* ﴿ أَلا يَظُنُّ أُوْلَائِكَ أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ ﴾
قوله: ﴿أَلا يَظُنُّ﴾: الظاهرُ أنَّها "إلا" التحضيضيةُ، حَضَّهم على ذلك، ويكونُ الظنُّ بمعنى اليقين. وقيل: هل لا النافيةُ دخَلَتْ عليها همزةُ الاستفهامِ.
* ﴿ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾
قوله:﴿يَوْمَ يَقُومُ﴾: يجوزُ نصبُه بـ"مَبْعُوثون"، قاله الزمخشري: أو بـ يُبْعَثون" مقدَّراً، أو على البدلِ مِنْ محلِّ "يوم"، أو بإضمارِ "أَعْني"، أو هو مرفوعُ المحلِّ خبراً لمبتدأ مضمرٍ، أو مجرورٌ بدلاً من "ليومٍ عظيمٍ"، وإنما بُني في هذَيْن الوجهَيْن على الفتحِ لإِضافتِه للفعل، وإن كان مضارعاً، كما هو رأي الكوفيين، ويَدُلُّ على صحة هذَيْن الوجهين قراءةُ زيدِ بنِ علي "يومُ يقومُ" بالرفعِ، وما حكاه أبو معاذٍ القارىءُ "يوم" بالجرِّ على ما تقدَّم.
* ﴿ كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ﴾
(١٤/٢٩٠)
---