قوله: ﴿وَمَا وَسَقَ﴾: يجوزُ أَنْ تكونَ موصولةً اسميةً أو حرفيةً، أو نكرةً. ووسَقَ، أي: جَمَعَ. ومنه "الوَسَقُ" لجماعة الآصُعِ وهو ستون صاعاً. والوِسْق بالكسر الاسمُ، وبالفتح المصدرُ وطعامٌ مَوْسوق، أي: مجموعٌ. يقال: وَسَقَه فاتَّسق واسْتَوْسَقَ. ونظيرُ وقوعِ افتعل واستفعل مطاوعَيْن اتِّسَعَ واستَوْسَع. وقيل: وَسَق، أي: عَمِلَ فيه. قال الشاعر:
٤٥٢٨ - فيَوْماً ترانا صالِحِيْنَ وتارةً * تقومُ بنا كالواسِق المُتَلَبِّبِ
وإبل مُسْتَوسِقَة. قال الراجز: /
٤٥٢٩ - إنَّ لنا قَلائِصاً حَقائِقا * مُسْتَوْسِقاتٍ لو تَجِدْنَ سائَقا
قوله: ﴿إِذَا اتَّسَقَ﴾، أي: امتلأ. قال الفراء: "وهو امتلأؤُه واستواؤُه لياليَ البدر" وهو افتعلَ من الوَسْقِ وهو الضمُّ والجَمْعُ كما تقدَّم. وأَمْرُ فلانٍ مُتِّسِقٌ، أي: مُجَتَمعُ على ما يَسْترُ.
* ﴿ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ ﴾
قوله: ﴿لَتَرْكَبُنَّ﴾: هذا جوابُ القسم. وقرأ الأخَوان وابن كثير بفتحِ التاءِ على خطابِ الواحد، والباقون بضمِّها على خطاب الجمع. وتقدَّم تصريفُ مثلِه. فالقراءةُ الأولى رُوْعي فيها: إمَّا خطابُ الإِنسانِ المتقدِّمِ الذِّكْرِ في قوله: ﴿ياأَيُّهَا الإِنسَانُ﴾، وإمَّا خطابُ غيرِه. وقيل: هو خطابٌ للرسول، أي: لتركبَنَّ مع الكفارِ وجهادِهم وقيل: التاءُ للتأنيثِ والفعلُ مسندٌ لضميرِ السماء، أي: لتركبَنَّ السماءَ حالاً بعد حال: تكون كالمُهْلِ وكالدِّهان، وتَنْفَطر وتَنشَقُّ. وهذا قولُ ابنِ مسعود. والقراءة الثانيةِ رُوْعِي فيها معنى الإِنسان إذ المرادُ به الجنسُ.
(١٤/٣٠٢)
---


الصفحة التالية
Icon