(١٤/٣١٦)
---
قوله: ﴿وَنُيَسِّرُكَ﴾: عَطْفٌ على "سَنُقْرِئُك" فهو داخلٌ في حَيِّزِ التنفيسِ، وما بينهما مِنْ الجملةِ اعتراض.
* ﴿ فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى ﴾
قوله: ﴿إِن نَّفَعَتِ﴾: "إنْ" شرطيةٌ. وفيه استبعادٌ لتذكُّرِهم. ومنه:
٤٥٥٢ - لقد أَسْمَعْتَ لو نادَيْتَ حَيَّاً * ولكنْ لا حياةَ لمَنْ تُنادي
وقيل: "إنْ" بمعنى إذْ كقولِه: ﴿وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ﴾. وقيل: هي بمعنى "قد" ذكَرَه ابنُ خالويه، وهو بعيدٌ جداً. وقيل: بعده شيءٌ محذوفٌ تقديرُه: إنْ نَفَعَتِ الذكرى وإن لم تنفَعْ، قاله الفراء. والنحاس والجرجاني والزهراوي.
* ﴿ وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى ﴾
قوله: ﴿وَيَتَجَنَّبُهَا﴾: أي: الذكرى.
* ﴿ ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا ﴾
قوله: ﴿ثُمَّ لاَ يَمُوتُ﴾: "ثم" للتراخي بين الرُّتَبِ.
* ﴿ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴾
قوله: ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ﴾: قرأ أبو عمرو بالغيبة، والباقون بالخطاب، وهما واضحتان.
* ﴿ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾
قوله: ﴿وَأَبْقَى﴾: أي: مِنْ الدنيا.
* ﴿ إِنَّ هَاذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى ﴾
قوله: ﴿لَفِي الصُّحُفِ﴾: قرأ أبو عمرو في روايةِ الأعمش وهارون بسكون الحاء في الحرفين، وهو واضحٌ أيضاً.
* ﴿ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ﴾
قوله: ﴿إِبْرَاهِيمَ﴾: قرأ العامَّة بألفٍ بعد الراء وياءٍ بعد الهاء، وأبو رجاء بحَذْفهما، والهاءُ مفتوحةٌ أو مكسورةٌ فعنده قراءتان. وأبو موسى وابن الزبير بألفَيْن وكذا في كلِّ القرآنِ، ومالك ابن دينار بألفٍ بعد الراء فقط، والهاءُ مفتوحةٌ، وعبد الرحمن بن أبي بكر "وإبْرَاهيم" بحذف الألفِ وكسرِ الهاءِ. وقال ابنُ خالويه: "وقد جاء "إبْراهُم" يعني بألفٍ وضمِّ الهاءِ. وقد تقدَّم الكلامُ على هذا الاسمِ الكريمِ ولغاتِه مستوفي في البقرة.


الصفحة التالية
Icon