قوله: ﴿فَسَوَّاهَا﴾ الضمير المنصوبُ يجوزُ عَوْدُه على ثمودَ باعبتار القبيلةِ كما أعادَه في قوله "بَطَغْواها" ويجوزُ عَوْدُه على الدَّمْدَمَة والعقوبِة، أي: سَوَّاها بينهم، فلم يَفْلَتْ منهم أحدٌ. وقرأ ابن الزبير "فَدَهْدَهَم" بهاءٍ بين الدالَيْن بدلَ الميم، وهي بمعنى القراءةِ المهشورةِ.
* ﴿ وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا ﴾
قوله: ﴿وَلاَ يَخَافُ﴾: قرأ نافعٌ وابنُ عامر "فلا" بالفاء، والباقون بالواو، ورُسِمَتْ في مصاحفِ المدينة والشام بالفاء وفي غيرِها بالواوِ، فقد قرأ كلُّ بما يوافقُ رَسْمَ مُصْحَفِه. ورُوِيَ أنَّ رسولَ الله ﷺ كان يقرأُ "ولم يَخَفْ" وهي مُؤَيَّدَةٌ لقراءةِ الواوِ، ذكره الزمخشري، فالفاءُ تقتضي التعقيبَ، وهو ظاهرٌ. والواوُ يجوزُ أَنْ يتكونَ للحالِ، وأنْ تكونَ لاستئنافِ الأخبارِ، وضميرُ الفاعل في "يخاف" يحتملُ عَوْدُه على الرَّبِّ، وهو الأظهرُ، لكونِه أقربَ مذكورٍ. والثاني: أنه يعودُ على رسول الله، أي: ولا يخاف عُقْبى هذه العقوبةِ لإنذاره إياهم. والثالث: أنه يعودُ على "أشقاها" أي: انبعَثَ لعَقْرها، والحالُ أنه غيرُ خائفٍ عاقبةَ هذه الفَعْلَةِ الشنعاء. وعُقبى الشيء خاتمتُه.


الصفحة التالية
Icon