* ﴿ فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ﴾
قوله: ﴿فَمَا يُكَذِّبُكَ﴾: "ما" استفهاميةٌ في محلِّ رفع بالاتبداء. والخبرُ الفعلُ بعدها، والمخاطَبُ الإنسانُ على طريقة الالتفاتِ وقيل: المخاطبُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فعلى الأولِ يكون المعنى: فما يعلك كاذباً بسبب الدِّين وإنكارِه بعد هذا الدليل، يعني أنك تُكَذِّب إذا كَذَّبْتَ بالجزاءِ؛ لأنَّ كلَّ مكذِّب بالحق فهو كاذبٌ فأيُّ شيءٍ يَضْطَرُّكَ إلى أن تكون كاذباً بسبب الجزاءِ والباءُ مِثْلُها في قوله تعالى: ﴿عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ﴾ وعلى الثاني يكون المعنى: فماذا الذي يُكَذِّبُكَ فيما تُخْبِرُ به مِنْ الجزاء والبعث وهو الدِّين بعد هذه العِبَرِ التي يُوْجِبُ النظرُ فيها صحةَ ما قلت؟ قاله الفراء والأخفش.


الصفحة التالية
Icon