سورة العصر
* ﴿ وَالْعَصْرِ ﴾
(١٤/٣٩٥)
قوله: ﴿وَالْعَصْرِ﴾: العامَّةُ على سكونِ الصاد. وسلام "والعَصِر" والصَّبِرْ" بكسرِ الصادِ والباء. قال ابنُ عيطة: ولا يجوزُ إلاَّ في الوقفِ نَقْل الحركة. ورُويَ عن أبي عمرو "بالصَّبر" بكسر الباء إشماماً. وهذا أيضاً لا يجوزُ إلاَّ في الوقف" انتهى. ونَقَل هذه القراءة جماعةٌ كالهُذَليِّ وأبي الفضل الرازيِّ وبانِ خالويه قال الهُذَلّيُّ: "والعَصِرْ والصَّبْر، والفَجِرْ، والوَتِرْ، بكسرِ ما قبل الساكنِ في هذه كلِّها هارونُ وابنُ موسى عن أبي عمروٍ والباقون بالإسكانِ كالجماعةِ" انتهى. فهذا إطْلاقٌ منه لهذه القراءةِ في حالتي الوقف والوصلِ. وقال ابن خالويه: "والصَّبِرْ" بنَقْل الحركةِ عن أبي عمرو" فأطْلَقَ ايضاً. وقال أبو الفضل: "عيسى البصرة بالصَّبِرْ" بنَقْلِ حركةِ الراءِ إلى الباءِ يُحتاجَ إلى أَنْ يأتيَ ببعضِ الحركةِ في الوقفِ، ولا إلى أَنْ يُسَكَّنَ فيُجْمَعَ بين ساكنَيْن، وذلك لغةٌ شائغةٌ وليسَتْ بشاذةٍ، بل مُسْتفيضةٌ، وذلك دَلالةٌ على الإعراب، وانفصالٌ من التقاءِ الساكنَيْن، وتأديةُ حقِّ الموقوفِ عليه من السكونِ" انتهى. فهذا يُؤذِنث بما ذَكَرَ بانُ عطيةَ أنه كان ينبغي. وأنشدوا على ذلك:
٤٦٣٦-...... واصْطِفاقاً بالرِّجِلْ
يريد بالرِّجْلِ. وقال آخر:
٤٦٣٧- أنا جريرٌ كُنْيتي أبو عَمِرْ * أَضْرِبُ بالسَّيْفِ وسَعْدٌ في القَصِرْ
والنقلُ جائزٌ في الضمة أيضاً كقوله:
٤٦٣٨-............. إذْ جَدَّ النُّقْرْ
والعَصْرُ: الليلةُ واليومُ قال:
٤٦٣٩- ولن يَلبْثُ العَصْرانِ يَوْمٌ وليلةٌ * إذا طلبا أن يُدْرِكا ما تَيَمَّما
* ﴿ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ ﴾
(١٤/٣٩٦)
قوله: ﴿إِنَّ الإِنسَانَ﴾: المرادُ به العمومُ بدليلِ الاستثناءِ منه، وهو مِنْ جملةِ أدلة العمومِ. وقرأ العامَّةُ "لَفي خُسْرٍ" بسكونِ السين. وزيد بن علي وابنُ هرمز وعاصم في روايةٍ بضمِّها، وهي كالعُسْرِ واليُسْرٍِ، وقد تقدَّما أولَ هذا التصنيفِ في البقرة.


الصفحة التالية
Icon