ولهم آخِرَ الزمان نَبِيُّ * يُكْثِرُ القَتْلَ فيهمُ والخُموشا
ثم قريشٌ: إمَّا أَنْ يكونَ مصغراً مِنْ مزيدٍ على الثلاثةِ، فيكونَ تصيغرُه تصغيرَ ترخيم. فقيل: الأصلُ: مُقْرش. وقيل: قارِش، وإمَّا أَنْ الحيُّ ولو أُريد به القبيلةُ لا متنعَتْ مِنْ الصرفِ كقولِ الشاعر:
٤٦٥٣- غَلَبَ المَساميحَ الوليدُ سَماحةً *وكفى قُرَيْشَ المُعْضَلاتِ وسادَها
قال سيبويه في مَعَدّ وقُرَيْش وثَقيف وكنانةَ: "هذه للأحياءِ" وإنْ جعلتها اسماً للقائل فهو جائزٌ حَسَنٌ".
قوله: ﴿إِيلاَفِهِمْ﴾ مُؤَكِّدٌ للأولِ تأكيداً لفظياً؛ ولذلك اتّصَلَ بضمير ما أُضيف إليه الأولُ كما تقولَ: لِقيام زيدٍ لقيامه أكرمْتُه" وأعربه أبو البقاء بدلاً والأول أوْلَى.
قوله: ﴿رِحْلَةَ﴾ معفولٌ به بالمصدرِ، والمصدرُ مضافٌ لفاعِله، أي: لأنْ أَلِفوا رحلةَ. والأصلُ: رحلَتْي الشتاءِ والصيفِ، ولكنه أُفْرِدَ لأمْنِ اللَّبْسِ كقوله:
٤٦٥٤- كُلوا في بَعضِ بطنِكُمُ تَعِفُّوا *...........................
قاله الزمخشري وفيه نظرٌ؛ لأنَّ سيبويه يجعلُ هذا ضرورةً كقوله:
٤٦٥٥- حَمامَةً بَطْنِ الوادِيَيْنِ تَرَنَّمي *.......................
وقيل: "رِحْلة" اسمُ جنس. وكانت لهم أربعُ رِحَل. وجعلَه بعضُهم غَلَطاً وليس كذلك. وقرأ العامَّةُ بكسرِ الراءِ وهي مصدرٌ. وأبو السَّمَّال بضمِّها وهي الجهةُ التي ُرْحَلُ إليها.
والشتاءُ لامُه واوٌ لقولهم: الشَّتْوَةُ وشتا يَشْتُو. وشَذُّوا في النسبِ إليه فقالوا فيه: شَتوِيّ. والقياس: شتائيّ أو شتاويّ ككسائيّ وكِساويّ.
* ﴿ الَّذِيا أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ ﴾
(١٤/٤٠٣)
قوله: ﴿مِّن جُوعٍ﴾: و ﴿مِّنْ خَوْفٍ﴾: للتعليلِ، أي: مِنْ أجلِ جوع وخوفٍ، والنكيرُ للتعظيم. أي: مِنْ جوعٍ عظيمٍ وخوفٍ عظيمٍ. وقال أبو البقاء: "ويجوزُ أَنْ يكونَ في موضعِ الحالِ مِنْ مفعولِ أَطْعَمهم" وأخفى نونَ "مِنْ" في الخاء نافعٌ في روايةٍ، وكذلك في الغينِ، وهي لغةٌ حكاها سيبويه.


الصفحة التالية
Icon