وقرأ العامة "شانئكَ" بالألفِ اسمُ فاعل بمعنى الحالِ أو الاستقبالِ أو الماضي. ابن عباس "شَنْئك" بغيرِ ألف. فقيل: يجوزُ أَنْ يكونَ بناءَ مبالغةٍ كفَعَّال ومِفْعال. وقد أثبته سيبويه، وأنشد:
٤٦٦١-حَذِرٌ أُموراً لا تَضِيرُ وآمِنُ * ما ليسَ مُنْجِيَه من الأقْدارِ
وقال زيد الخيل:
٤٦٦٢- أتاني أنهم مَزِقون عِرْضي * جِحاشٌ الكِرْمَلَيْن لها فَديدُ
فإنْ كانَ بمعنى الحالِ أو الاستقبالِ فإضافتُه لمفعولِه مِنْ نصبٍ.
وإن كان بمعنى المُضِيِّ فهي لا مِنْ نصبٍ. وقي: يجوزُ أن يكونَ مقصوراً مِنْ فاعِل كقولهم: "بَرُّ وبارٌّ، وبَرِدٌ وبارِدٌ.
قوله: ﴿فَصَلِّ﴾ الفاء للتعقيب والتسبيبِ، أي: تَسَبَّبَ عن هذه المِنّضةِ العظيمة وعَقَبها أَمْرُك بالتخَلِّي لعبادةِ المُنْعِم عليكَ وقَصْدِك إليه بالنَّخْرِ، لا كما تفعلُ قُرَيَشٌ مِنْ صَلاتِها ونَحْرِها لأصنامِها.
(١٤/٤١٠)
---