قوله: ﴿مَآ أَغْنَى﴾: يجوزُ في "ما" النفيُ والاستفهامُ، وعلى الثاني تكون منصوبةَ المحلِّ بما بعدَها التقدير: أيُّ شء أغنى المالُ؟ وقُدِّمِ لكونِه له صَدْرُ الكلامِ.
قوله: ﴿وَمَا كَسَبَ﴾ يجوز في "ما" هذه أَنْ تكونَ بمعنى الذي، فالعائد محذوفٌ، وأَنْ تكونَ مصدريةً، أي: وكَسْبُه، وأَنْ تكونَ استفهاميةً يعني: وأيَّ شيءٍ كَسَبَ؟ أي: لم يَكْسَبْ شيئاً، قاله الشيخ، فجعل الاستفهامَ بمعنى النفي، فعلى هذا يجوزُ أَنْ تكونَ نافيةً، ويكون المعنى على ما ذَكَرَ، وهو غيرُ ظاهرٍ وقرأ عبد الله: ﴿وما اكْتَسَبَ﴾.
* ﴿ سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ ﴾
قوله: ﴿سَيَصْلَى﴾ العامَّةُ على فتح الياءِ وإسكانِ الصادِ وتخفيفِ اللام، أي: يَصْلَى هو بنفسِه. وأبو حيوة وابنُ مقسم وعباسٌ في اخيارِه بالضمِّ والتشديدِ. والحسن وأبن أبي إحاق بالضمِّ والسكون.
* ﴿ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴾
قوله: ﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾: قراءةُ العامَّةِ بالرفع على أنهما جملةٌ مِنْب مبتدأ وخبرٍ سِيْقَتْ للإخبار بذلك. وقيل]: "وامرأتُه" عطفٌ على الضمير في "سَيَصْلى"، سَوَّغَه الفصلُ بالمفعولِ. لأن الإضافةَ حقيقيةٌ؛ إذا المرادُ المضيُّ، أو كونُها بياناً أو كونُها بدلاً لأنها قريبٌ مِنْ الجوامدِ لِتَمَحُّضِ إضافتِها، أو كونُها خبراً بملتدأ مضمرٍ، أي: هي حَمَّالةُ. وقرأ ابنُ عباس "ومُرَيَّتُهُ" و"مْرَيْتُهُ" على التصغير، إلاَّ أنَّه أقَرَّ الهمزةَ تارةً وأبدلَها ياءً، وأدغم فيها أخرى.
(١٥/٩)
---