٨٤٣ - لا أَرى الموتَ يَسْبِقُ الموتَ شيءٌ *..........................
وهذا الإِعراب - أعني كون "شهر رمضان" مبتدأ - على قولِنا: إن الأيامَ المعدوداتِ هي رمضان، أمَّا إذا قُلْنا إنها نفسُ رمضان ففيه الوجهان الباقيان.
أحدُهما: أن يكون خَبَرَ مبتدأٍ محذوفٍ، فقدَّرَهُ الفرا: ذلكم شهرُ رمضانَ، وقدَّره الأخفش: المكتوبُ شهرُ، والثاني: أن يكونَ بدلاً مِنْ قَوْلِهِ "الصيام" أي: كُتِبَ عليكم شهرُ رمضانَ، وهذا الوجهُ وإن كان ذهب إليه الكسائي بعيدُ جداً لوجهين، أحدُهما: كثرةُ الفصلِ بين الدبلِ والمُبْدَلِ منه. والثاني: أنه لا يكونُ إذ ذاك إلا مِنْ بدلِ الإِشمالِ وهو عكسُ بدلِ الاشتمالِ، لأنَّ بدلَ الاشتمال غالباً بالمصادرِ كقوله: ﴿عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ﴾، وقول الأعشى:
٨٤٤ - لقد كانَ في حَوْلٍ ثَواءٍ ثَوَيْتُه * تَقَضِّي لُباناتٍ وَيَسْأَمُ سائِمُ
وهذا قد أُبْدِلَ فيه الظرفُ من المصدرِ. ويمكن أن يوجَّهَ قولَه بأنَّ الكلامَ على حَذْفِ مضافٍ تقديرُهُ: صيامُ شهر رمضان، وحينئذٍ يكونُ من بابِ "بدلِ" الشيءِ من الشيءِ وهما لعينٍ واحدة. ويجوزُ أن يكونَ الرفعُ على البدلِ من قوله "أياماً معدوداتٍ" في قراءةِ مَنْ رَفَع "أياماً"، وهي قراءة عبدِ الله وفيه بُعْدٌ.
(٢/٢٦٠)
---


الصفحة التالية
Icon