و "بها" متعلقٌ بـ"تُدْلُوا"، وفي الباء قولان، أحدُهما: أنها للتعديةِ، أي لترسِلوا بها إلى الحكام، والثاني: أنَّها للسببِ بمعنى أن المراد بالإِدْلاَءِ الإِسراعُ بالخصومةِ في الأموالِ إمَّا لعدمِ بَيِّنةٍ عليها، أو بكونِهَا أمانةً كمالِ الأيتام. والضميرُ في "بها" الظاهرُ أنه للأموالِ وقيل: إنه / لشهادةِ الزُّورِ لدلالةِ السياقِ عليها، وليس بشيءٍ.
و "من أموال" في محلِّ نصبٍ صفةً لـ"فريقاً"، أي: فَريقاً كائناً من أموالِ الناس.
قوله: ﴿بِالإِثْمِ﴾ تَحْتَمِلُ هذه الباء أَنْ تكونَ للسببِ فتتعلَّقَ بقوله "لتأكلوا" وأّنْ تكونَ للمصاحبةِ، فتكونَ حالاً من الفاعلِ في "لتأكلوا"، وتتعلَّقَ بمحذوفٍ أي: لتأكلوا ملتبسين بالإِثْم. "وأنتم تعلمون" جملةٌ في محلِّ نصبٍ على الحال من فاعلِ "لتأكلوا"، وذلك على رَأْيِ مَنْ يُجيز تَعَدُّدَ الحالِ، وأَمَّا مَنْ لا يُجِيزُ ذلك فيَجْعَلُ "بالإِثم" غيرَ حالٍ.
* ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَاكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾
قولُه تعالى: ﴿عَنِ الأَهِلَّةِ﴾: متعلِّقٌ بالسؤال قبلَه، يُقال:"سألَ به وعنه" بمعنىً. والضميرُ في "يَسْأَلُونك" ضميرُ جماعةٍ، وفي القصةِ أن السائل اثنان، فَيَحْتَمِلُ ذلك وجهين، أحدُهما: أنَّ ذلك لكونِ الاثنين جمعاً. والثاني: من نسبةِ الشيء إلى جمْعٍ وإنْ لم يَصْدُرْ إلاَّ من واحدٍ منهم أو اثنين، وهو كثيرٌ في كلامِهِم.
(٢/٢٨٣)
---