" وفي قوله: ﴿تِلْكَ عَشَرَةٌ﴾ - مع أن من المعلوم أن الثلاثةَ والسبعة عشرة - أقوالٌ كثيرةٌ لأهلِ المعاني، منها قولُ ابن عرفة: "العرب إذا ذكرت عددين، فمذهبُهم أن يُجملوهما"، وحَسَّن هذا القولَ الزمخشري بأَنْ قال: "فائدةُ الفَذْلَكَةِ في كل حساب أن يُعْلَمَ العددُ جملةً كام يُعْلَمُ تفصيلاً، لِيُحْتَاط به من جهتين فيتأكَّد العِلمُ، وفي أمثالهم "علمان خيرٌ من علم". قال ابن عرفة: "وإنا تَفْعَلُ العربُ ذلك لأنَّها قليلةُ المعرفة بالحساب، وقد جاء: "لا نَحْسُب ولا نكتُب"، وَوَرَدَ ذلك في أشعارِهِم، قال النابغة:
٨٧٦ - تَوَهَّمْتُ آياتٍ لها فَعَرَفَتُها * لستةِ أيامٍ وذا العامُ سابعُ
وقال الفرزدق:
٨٧٧ - ثلاثٌ واثنتان فَهُنَّ خَمْسٌ * وسادسةٌ تَميلُ إلى شَمَام
وقال الأعشى:
٨٧٨ - ثلاثٌ بالغَدَاةِ فَهُنَّ حَسْبي * وسِتٌّ حين يُدْرِكُني العِشاءُ
فذلك تِسْعَةٌ في اليومِ رِيِّي * وشُرْبُ المرءِ فَوْقَ الرَّيِّ داءُ
وقال آخر:
٨٧٩ - فَسِرْتُ إليهمُ عِشْرِينَ شهراً * وأربعةً فذلك حِجَّتانِ
(٢/٣٠٠)
---