٨٨١ - تَعَزَّ فلا شيءٌ على الأرضِ باقيا * ولا وَزَرٌ مِمَّا قَضَى اللَّهُ واقِيَا
وقول الآخر:
٨٨٢ - أَنْكَرْتُها بعد أعوامٍ مَضَيْنَ لها * لا الدارُ داراً ولا الجيرانُ جيرانا
وأنشدَ ابنُ الشجري:
٨٨٣ - وحَلَّتْ سوادَ القلبِ لا أنا باغياً * سِواها ولا في حُبِّها متراخِيا
والكلامُ في هذه الأبيات له موضعٌ غيرُ هذا.
وأمَّا مَنْ نَصَبَ الثلاثةَ منونةً فتخريجُها على أن تكونَ منصوبة على المصدرِ بأفعالٍ مقدرةٍ من بفظِها، تقديرُه: فلا يَرْفُثُ رَفَثَاً ولا يَفْسُقُ فُسوقاً ولا يجدال جِدالاً، وحينئذٍ فلا عمل للا فيما بعدها، وإنما هي نافيةٌ للجمل المقدرة، و "في الحجِّ" متعلِّقٌ بأيِّ المصادرِ الثلاثةِ شِئْتَ، على أن المسألة من التنازعِ، ويكونُ هذا دليلاً على تنازع أكثرَ مِنْ عاملين، وقد يمكنُ أن يُقَال: إن هذه "لا" هي التي للتبرئِة على مَذْهَبِ مَنْ يرى أنَّ اسمهَا معربٌ منصوب، وإنما حُذِفَ تنوينُه تخفيفاً، فروجعُ الأصلُ في هذه القراءة الشاذةِ كما روجع في قوله:
٨٨٤ - ألا رجلاً جَزاه اللهُ خيراً *.........................
وقد تقدَّم تحريرُ هذا المذهبِ.
(٢/٣٠٤)
---


الصفحة التالية
Icon