قوله تعالى: ﴿زُيِّنَ﴾ : إنَّما لم تَلْحَقِ الفعلَ علامةُ تأنيثٍ لكونِهِ مؤنثاً مجازياً، وحَسَّن ذلك الفصلُ. وقرأ ابن أبي عبلة: "زُيِّنَتْ" بالتأنيث مراعاةً للفظِ. وقرأ مجاهد وأبو حيوة: "زَيَّنَ" مبنياً للفاعل، و "الحياة" مفعولٌ، والفاعلُ هو الله تعالى، والمعتزلةُ يقولون: إنه الشيطان.
وقوله: ﴿وَيَسْخَرُونَ﴾ يَحْتَمِل أن يكونَ من باب عَطْفِ الجملةِ الفعلية على الجملة الفعليةِ، لا من بابِ عطفِ الفعلِ وحدَه على فعلٍ آخرَ، فيكونُ من عطف المفردات، لِعَدَمِ اتِّحادِ الزمانِ. ويَحْتَمل أن يكونَ "يَسْخَرُون" خبرَ مبتدأ محذوفٍ، أي: وهم يَسْخَرُون فيكون مستأنفاً، وهو من عَطْفِ الجملةِ الاسمية على الفعلية. وجِيءَ بقولِهِ: "زُيِّن" مضياً دلالةً على أنَّ ذلك قد وقع وَفُرِغَ منه، وبقوله: "وَيَسْخَرُون" مضارعاً دلالةً / على التَّجَدُّدِ والحدوثِ.
قوله: ﴿وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ﴾ مبتدأٌ وخبرٌُ، و "فوق" هنا تَحْتَمل وجهين، أحدُهما: أن تكونَ ظرفَ مكانٍ على حقيقتِها، لأنَّ المتقين في أَعلى عَلِّيِّين، والكافرين في أسفلِ سِجِّين. والثاني: أن تكون الفوقيةُ مجازاً: إمَّا بالنسبة إلى نعيمِ المؤمنين في الآخرة ونعيمِ الكافرين في الدنيا. و "يوم" منصوب بالاستقرار الذي تعلَّق به "فوقهم".
(٢/٣٤٨)
---