١٥٢- وقد تَوَجَّس رِكْزاً مُقْفِرٌ نَدُسٌ * بِنَبْأةِ الصوتِ ما في سَمْعِهِ كَذِبُ
أي في استماعه، والسَّمْع -بالكسر- الذِّكْرُ الجميل، وهو أيضاً وَلَدُ الذئب من الضبُعِ، وَوُحِّد وإن كان المرادُ به الجَمْعَ كالذين قبله وبعده لأنه مصدرٌ حقيقةً، ولأنه على حذفِ مضافٍ، أي مواضعِ سَمْعِهم، أو يكونُ كَنَى به عن الأذن، وإنما وَحَّدَه لِفَهْمِ المعنى كقوله:
١٥٣- كُلُوا في بعض بَطْنِكُم تَعِفُّوا * فإنَّ زمانَكمْ زَمَنٌ خَمِيصُ
أي: بطونكم، وَمثلُه:
١٥٤- لها جِيَفُ الحَسْرى فأمَّا عِظامُها * فبِيضٌ وأمَّا جِلْدُها فصليبُ
أي: جلودها، ومثله:
١٥٥- لا تُنْكِروت القَتْلَ وقد سُبينا * في حَلْقِكم عَظْمٌ وقد شُجِينا
وقُرِئَ شاذاً "على أسماعِهم" وهي تؤيِّد هذا.
والأبْصار: جمعُ بَصَر وهو نور العين التي تُدْرِكُ بِه المرئيَّاتِ، قالوا: وليس بمصدرلجَمْعِه، ولقائلٍ أن يقولَ: جَمْعُه لا يَمْنع كونه مصدراً في الأصل، وإنما سَهَّل جَمْعَه كونُه سُمِّي به نُور العين فَهُجِرَت فيه معنى المصدرية كما تقدَّم في قلوب جمع قَلْب، وقد قلتم إنه في الأصل مصدرٌ ثم سُمِّي به، ويجوز أن يُكَنْى به عن العين كما كُنِي بالسمع عنى الأذنِ وإن كان السمعُ في الأصلِ مصدراً كما تقدَّم.
والغِشاوى الغِطَاءُ، قال:
١٥٦- تَبِعْتُك إذ عَيْني عيها غِشاوةٌ * فلمَّا انْجَلَتْ قَطَّعَتُ نفسي أَلومُها
وقال:
١٥٧- هَلاَّ سألْتِ بني ذُبِيان ما حَسْبي * إذا الدُّخانُ تَغَشَّى الأشْمَطَ البَرِمَا
(١/٧٨)
---


الصفحة التالية
Icon