أما السَّماعُ: ففي النثرِ كقولِهم: "ما فيها غيرُه وفرسه" بجرِّ "فرسه" عطفاً على الهاء في "غيره". وقوله: ﴿تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ﴾ في قراءة جماعةٍ كثيرة، منهم حمزةُ، وستأتي هذه الآية إن شاء الله، ومنه: ﴿وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ﴾ فـ"مَنْ" عطف على "لكم" في قولِه تعالى: ﴿لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ﴾ وقولُه: ﴿مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ﴾ عطف على "فيهِنّ" وفيما يُتْلى عليكم". وفي النظم وهو كثيرٌ جداً، فمنه قولُ العباس بن مرداس:
٩٣٠ - أَكُرُّ على الكتيبةِ لا أُبالي * أفيها كان حَتْفي أم سواها
فـ"سواها" عطفٌ على "فيها"، وقولُ الآخر:
٩٣١ - تُعَلَّقُ في مثلِ السَّوارِي سيوفُنا * وما بينها والأرضِ غَوْطٌ نَفانِفٌ
وقول الآخر:
٩٣٢ - هَلاَّ سَأَلْتَ بذي الجماجم عنهمُ * وأبي نُعَيْم ذي اللِّواء المُحْرِقِ
وقول الآخر:
٩٣٣ - بنا أبداً لا غيرِنا تُدْرَكُ المُنَى * وتُكْشَفُ غَمَّاءُ الخطوبِ الفَوادِحِ
وقول الآخر:
٩٣٤ - لو كانَ لي وزهيرٍ ثالثٌ وَرَدَتْ * من الحِمامِ عِدانا شَرَّ مَوْرودِ
وقال آخر:
٩٣٥ - إذا أَوْقدوا ناراً لحربِ عَدُوِّهمْ * فَقَدْ خابَ مَنْ يَصْلَى بها وسعيرِها
وقال آخر:
٩٣٦ - إذا بنا بل أُنَيْسانَ اتَّقَتْ فِئَةٌ * ظَلَّتْ مُؤَمَنَّةً مِمَّنْ يُعادِيها
وقال آخر:
٩٣٧ - آبَكَ أيِّهْ بيَ أو مُصَدَّرِ * من حُمُرِ الجِلَّةِ جَأْبٍ حَشُوَرِ
وأنشد سيبويه:
٩٣٨ - فاليومَ قَرَّبْتَ تهجُونا وَتشْتِمُنا * فاذهبْ فما بك والأيام مِنْ عَجَبِ
(٢/٣٧١)
---


الصفحة التالية
Icon