* ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذالِكَ يُبيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴾
قوله تعالى: ﴿عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ﴾: الخمرُ: المُعْتَصَرُ من العِنَبِ غَلى وقَذَفَ بالزَّبَدِ، ومنه: خِمارُ المرأة لسَتْرِهِ وَجْهَها، و: "خامِري حَضاجِرُ، أتَاك ما تُحَاذِرُ" يُضْرَبُ للأحمقِ، وحضاجرُ عَلَمٌ للضبُع، أي: استتر عن الناس. ودخَل في خِمار الناس وغِمارهم. وفي الحديث: "خَمِّروا آنيتَكم"، وقال:
٩٤١ - ألا يا زيدُ والضحاكَ سِيرا * فَقَدْ جاوَزْتُما خَمَرَ الطرِيقِ
أي: ما يَسُْرُكما من شجرٍ وغيرِه. وقال العَّجاج يصف مسير جيشٍ ظاهر:
٩٤٢ - في لامعِ العِقْبَانِ لا يَمْشِي الخَمَرْ *..............................
والثاني: لأنها تُغَطَّى حتى تُدْرَكَ وتشتدَّ، ومنه "خَمِّروا آنيتَيكيم
" والثالث: - قال ابنُ الأنباري - لأنها تخامِرُ العقلَ أي: تخالِطُه، يقال: خامره الداءُ أي: خالَطَه. والرابع: لأنها تُتْرَكُ حتى تُدْرَكَ، ومنه: "اختمر العجينُ" أي: بَلَغَ إدراكُه، وخَمَّر الرأيَ أي: تركَه حتى ظهرَ له فيه وجهُ الصوابِ، وهذه أقوالٌ متقاربةٌ. وعلى هذه الأقوال كلِّها تكونُ الخمرُ في الأصل مصدراً مراداً به اسمُ الفاعلِ أو اسمُ المفعولِ.
والمَيْسِرُ: القِمار، مَفْعِل من اليُسْر، يقال: يَسَرَ يَيْسِر. قال علقمة:
٩٤٣ - لو يَيْسِرون بخيلٍ قد يَسَرْتُ بها * وكلُّ ما يَسَرَ الأقَوامُ مَغْرومُ
وقال آخر:
٩٤٤ - أقولُ لهم بالشِّعْبِ إذ يَيْسِرونَني * ألم تَيْئَسوا أني ابنُ فارسِ زَهْدَمِ
(٢/٣٧٩)
---


الصفحة التالية
Icon