إن قراءة حاج حمد التحليلية اعتمدت في وضع المنهج على أمثلة محدودة وقليلة أراد من خلالها إرساء قواعد لفهم النص القرآني، والأمر ليس من العلمية في شيء رغم أنه يزعم هو وأمثاله أنه يبتغيها؛لأن القواعد المطردة لا تكون إلاّ بالاستقراء التام. ناهيك عن أمثلة حللها تحليلا سقيما.
ثم إن عدم تصريحه بعدم حجية السنة، بل العكس لا ينفي عمليا أنه لا يحتج بها كما هو واضح في الأمثلة التطبيقية التي قدمها في كتبه.
إن اعتماده على كتب المعاصرين خاصة الحداثيين في نقل النصوص الحديثية وغيرها، وعدم الرجوع إلى المصادر الأصلية لذلك جعله لا يطلع ولا يلم بما يحيط المسألة من تطبيقات وأبرز مثال على ذلك حكم الرجم للمحصن.
إن دراسة ما طرحه حاج حمد يؤكد أنه لا يخرج في طرحاته عما يقوله العلمانيون والحداثيون وكل من يريد أن يقصي الشريعة الإسلامية ويشكك فيها، إن تفسير القرآن لم يقل أحد من السلف أو الخلف من أهل العلم أنه قد أغلق بابه، ولم يزعم أحد أن النبي ﷺ قد فسر القرآن كله، لكن العقل السليم يجزم دون أدنى شك أن فهم الكثير من آيات القرآن والأحكام الواردة فيه لا يتأتى دون اعتماد على السنة النبوية، فهي وحي يبيّن وحيا ويوضحه، وهل يتخيل إنسان إسلاما من دون سنة!؟
إن إقصاء وإعدام التفسير النبوي يؤدي إلى تفسيرات منحرفة للنص القرآني، كما أن الرفض المطلق للإجماع واعتباره مهزلة (١) تأتي بالقراءة المهزلة.