ترتيب السور فعل الصحابة على الأصح والآيات بالوحي عن الجمهور، وحكي عليه الإجماع وحكى القرطبي قولين. وكذلك اختلفت المصاحف في ترتيب السور دون الآي.
فصل: ما لا يثبت كونه من الأحرف السبعة لا يجب القطع بنفيه خلافا لبعض المتكلمين.
وقد قطع الإمام أبوبكر بخطأ الشافعي، وموافقيه في إثبات البسملة (أنها من القرآن غير التي في النمل). قال بعض المتأخرين: والصواب القطع بخطأ القاضي، وموافقيه، وأنها آية من القرآن حيث أثبتها الصحابة- رضي الله عنهم - مع تجريد المصاحف عن التفسير، ونحوه مما ليس قرآنا.
فصل
الاختلاف بين القراء
فيما يحتمله الرسم على ضربين مختلف في السمع مؤتلف في المعنى كتثليث جيم (جُذوة) ومختلف فيهما (كيَنشُرُكٌم) و (يسَيِّرُكُم). قال مكي: (وسبب الخلاف أن عرف الصحابة عدم إنكار كل منهم على الآخر بعد قوله:- ﷺ (أنزل القرآن على سبعة أحرف).
وبعث صلى الله لعيه وسلم بعضهم إلى الامصار، فأقرأ كل منهم أهل مصره بقراءته التي كان يقرأ بها في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فاختلف قراء الامصار لاختلاف من أقرأهم من الصحابة ثم بعث عثمان المصاحف فحفظوا ما وافق رسمه، ورفضوا ما خالفه، وأخذ بذلك الآخر عن الغابر. والله أعلم.
قال نافع: قرأت على سبعين من التابعين فما اجتمع عليه اثنان أخذته، وما شك به واحد تركته حتى ألفت هذه القراءة. وقرأ الكسائي على حمزة وغيره، فاختار من قراءة غيره نحوا من ثلاثمائة حرف، وكذا أبو عمرو على ابن كثير، وخالفه في نحو ثلاثة آلاف حرف اختارها من قراءة غيره.
فصل
اختلف فيمن جمع القرآن
في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم