وكان ﷺ يضحي بكبشين أقرنين يذبحهما بيده كما في حديث أنس رضي الله عنه (١). وفي حجة الوداع يروي جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه ﷺ انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثا وستين بيده ثم أعطى عليا فنحر ما غبر. (٢)
وجاء الوعيد الشديد لمن صرف شيئا من ذلك لغير الله تعالى كما يحدث الآن في المشاهد وعند الأضرحة فعن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول ( لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ ) (٣).
وقال تعالى :(قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(١٦٢) لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ(الأنعام ١٦٣) وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( لاَ عَقْرَ فِي الإِسْلاَمِ ) قال عبد الرزاق : كانوا يعقرون عند القبر بقرة أو شاة (٤).

(١) رواه البخاري (٥٢٤٤) ومسلم (٥١٩٩)
(٢) رواه مسلم (٣٠٠٩) أي أكمل علي تمام المائة رضي الله عنه.
(٣) رواه مسلم ( ٥٢٤٠)
(٤) رواه أحمد (١٣٠٥٥) وأبو داود (٣٢٢٤) والبيهقي (٦٨٦١) قال النووي : بأسانيد صحيحة. خلاصة الكلام (٣٦٨١) كما صححه ابن حبان (٣١٤٦) وقال المناوي عن إسناد أبي داود : جيد. قال ابن الأثير : كانوا يَعْقِرون الإبِلَ على قُبُور المَوتَى : أي ينْحَرُونَها ويقولون : إنَّ صاحبَ القَبْر كان يَعْقِر للأَضياف أيامَ حيَاته فنُكافئُه بمثل صَنِيعه بعد وفاتِه. وأصلُ العقر : ضَرْب قوائِم البعير أو الشاةِ بالسيفِ وهو قائمٌ. النهاية في غريب الحديث ٣/٥٢٩ وانظر : شرح السنة ٥/٤٦١ وشرح سنن أبي داود للعيني ٦/١٧٩فيض القدير ٦/٥٦٢


الصفحة التالية
Icon