ومما قيل في سبب نزولها ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم كعب بن الأشرف (١) مكة فقالت له قريش: أنت سيدهم ألا ترى إلى هذا المُصَنْبر المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا، ونحن أهل الحجيج، وأهل السدانة وأهل السقاية ؟ فقال: أنتم خير منه. قال: فنزلت: ( إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ ) (٢).
(١) كان كعب بن الأشرف موادعا للنبي ﷺ في جملة مَن وادعه من يهود المدينة وكان عربيا من بني طيء وكانت أمه من بني النضير فلما قُتل أهل بدر شق ذلك عليه وذهب إلى مكة ورثاهم لقريش وفضل دين الجاهلية على دين الإسلام حتى أنزل الله فيه ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً (٥١) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (٥٢) ) ثم لما رجع إلى المدينة أخذ ينشد الأشعار يهجو بها النبي ﷺ ويشبب بنساء المسلمين حتى آذاهم حتى قال النبي ﷺ ( مَن لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله ). أحكام أهل الذمة ٣/١٤١٩ زاد المعاد ٣/١٩١ وقد قتله محمد بن مسلمة وآخرون رضي الله عنهم في قصة رواها البخاري (٣٨١١) ومسلم (٤٧٦٥).
(٢) رواه النسائي في الكبرى (١١٧٠٧) وابن جرير (٩٧٨٦) وابن المنذر (١٨٨٢) وصححه ابن حبان (٦٥٧٢) والبزار في مسنده (٢٢٩٣) واللفظ له قال ابن كثير عن إسناد البزار : صحيح. التفسير ٨/٥٠٤
(٢) رواه النسائي في الكبرى (١١٧٠٧) وابن جرير (٩٧٨٦) وابن المنذر (١٨٨٢) وصححه ابن حبان (٦٥٧٢) والبزار في مسنده (٢٢٩٣) واللفظ له قال ابن كثير عن إسناد البزار : صحيح. التفسير ٨/٥٠٤