قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى :" قال القرطبي في المفهم تبعا للقاضي عياض مما يجب على كل مكلف أن يعلمه ويصدق به أن الله سبحانه وتعالى قد خص نبيه محمدا ﷺ بالحوض المصرح باسمه وصفته وشرابه في الأحاديث الصحيحة الشهيرة التي يحصل بمجموعها العلم القطعي إذ روى ذلك عن النبي ﷺ من الصحابة نيف على الثلاثين منهم في الصحيحين ما ينيف على العشرين وفي غيرهما بقية ذلك (١) مما صح نقله واشتهرت رواته ثم رواه عن الصحابة المذكورين من التابعين أمثالهم ومن بعدهم أضعاف أضعافهم وهلم جرا وأجمع على إثباته السلف وأهل السنة من الخلف وأنكرت ذلك طائفة من المبتدعة وأحالوه على ظاهره وغلوا في تأويله من غير استحالة عقلية ولا عادية تلزم من حمله على ظاهره وحقيقته ولا حاجة تدعو إلى تأويله فخرق مَن حرَّفه إجماع السلف وفارق مذهب أئمة الخلف، قلت : أنكره الخوارج وبعض المعتزلة "ا. هـ (٢)
(٢) فتح الباري ١١/٤٦٧ وانظر : شرح النووي على صحيح مسلم ١٥/٥٣ فيض القدير ٣/٥٢٨ أنكر المعتزلة والخوارج الحوض لحجج عقلية واهية أوردوها لا تُعارض بمثلها النصوص المتواترة والنبي ﷺ لم يُلق بالاً بكلام مَن عارض حُكمَه بحجج يظنها عقلية ومنطقية كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : اقتتلت امرأتان من هذيل فرمت إحداهما الأخرى بحجر فقتلتها وما فى بطنها فاختصموا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن دية جنينها غرة عبد أو وليدة وقضى بدية المرأة على عاقلتها وورثها ولدها ومن معهم فقال حمل بن النابغة الهذلى يا رسول الله كيف أغرم من لا شرب ولا أكل ولا نطق ولا استهل فمثل ذلك يطل.. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( إنما هذا من إخوان الكهان ). من أجل سجعه الذى سجع. رواه مسلم (٤٤٨٥).