وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : الكوثر الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه. قال أبو بشر : قلت لسعيد إن أناسا يزعمون أنه نهر في الجنة ؟ فقال سعيد : النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه (١). قال الحافظ ابن حجر رحمه الله معلقا على قول سعيد : وحاصل ما قاله سعيد بن جبير أن قول ابن عباس إنه الخير الكثير لا يخالف قول غيره إن المراد به نهر في الجنة لأن النهر فرد من أفراد الخير الكثير ولعل سعيدا أومأ إلى أن تأويل ابن عباس أولى لعمومه لكن ثبت تخصيصه بالنهر مِن لفظ النبي صلى الله عليه و سلم فلا معدل عنه. ا. هـ (٢)
وقد نقل المفسرون في الكوثر أقوالا أخرى غير هذين تزيد على العشرة منها : قول عكرمة الكوثر النبوة، وقول الحسن الكوثر القرآن، وقيل تفسيره، وقيل الإسلام، وقيل إنه التوحيد، وقيل كثرة الأتباع، وقيل الإيثار، وقيل رفعة الذكر، وقيل نور القلب، وقيل الشفاعة، وقيل المعجزات، وقيل إجابة الدعاء، وقيل الفقه في الدين، وقيل الصلوات الخمس (٣). والصحيح هو ما فسره به النبي ﷺ والله أعلم.
وهذا النهر العظيم جاءت له صفات كثيرة منها :
ما جاء في حافتيه وطينته : روى أنس بن مالك رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف قلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاك ربك فإذا طينه أو طيبه مسك أذفر ) (٤)

(١) رواه البخاري (٦٢٠٧)
(٢) فتح الباري ٨/٧٣٢ تحفة الأحوذي ٩/٢٠٥
(٣) فتح الباري ٨/٧٣٢ الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ٢٠/٢١٧ الدر المنثور ٨/٦٥٠المحرر الوجيز ٥/٤٩٧
(٤) رواه البخاري (٦٢١٠)


الصفحة التالية
Icon