﴿وإذا خلوا﴾ منتهين ﴿إلى شياطينهم﴾ أي الذين هم رؤوسهم من غير أن يكون معهم مؤمن، والشيطان هو الشديد البعد عن محل الخير - قاله الحرالي، ﴿قالوا إنا معكم﴾ معبرين بالأسمية الدالة على الثبات مؤكدين لها دلالة على نشاطهم لهذا الإخبار لمزيد حبهم لما أفاده ودفعاً لما قد يتوهم من تبدلهم من رأى نفاقهم للمؤمنينَ ثم استأنفوا في موضع الجواب لمن قال: ما بالكم تلينون للمؤمنين قولهم؟ ﴿إنما نحن مستهزئون﴾ أي طالبون للهُزء ثابتون عليه فيما نظهر من الإيمان والهزء إظهار الجد وإخفاء الهزل فيه قاله الحرالي.
فأجيب من كأنه قال: بماذا جوزوا؟ بقوله: ﴿اللهُ يستهزىء بهم﴾ أي يجازيهم على فعلهم بالاستدراج بأن يظهر لهم من أمره


الصفحة التالية
Icon