بالتبعيض على طيب النفقة لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً وآمراً بالورع وزاجراً عما فيه شبهة [لأن الرزق يشمل الحلال والحرام والمشتبه] ﴿ومما رزقناهم﴾ أي مكناهم من الانتفاع به على عظمة خزائننا وهو لنا دونهم ﴿ينفقون﴾ أي في مرضاتنا مما يلزمهم من الزكاة والحج والغزو وغيرها ومما يتطوعون به من الصدقات وغيرها، والمراد بهذه الأفعال هنا إيجاد حقائقها على الدوام.
قال أبو حيان وغيره في قوله تعالى في سورة الحج ﴿إن الذين كفروا ويصدون﴾ [الحج: ٢٥] المضارع قد لا يلحظ فيه زمان معين من حال أو استقبال فيدل إذ ذاك على الاستمرار. انتهى. وهذا مما لا محيد عنه وإلا لم يشملْ هذا في هذه السورة المدنية من تخلق به قبل الهجرة وقوله تعالى ﴿فلم تقتلون أنبياء الله من قبل﴾ [البقرة: ٩١] قاطع في ذلك.


الصفحة التالية
Icon