أخبر سبحانه بأنه ذكره بعد نسيانه، فقال عادلاً عن الفاء إيذاناً بأنه من الملا: ﴿وقال الذي نجا﴾ أي خلص من الهلاك ﴿منهما﴾ أي من صاحبي السجن، وهو الساقي ﴿و﴾ الحال أنه ﴿ادكر﴾ - بالمهملة، أي طلب الذكر - بالمعجمة، وزنه افتعل ﴿بعد أمة﴾ من الأزمان، أي أزمان مجتمعة طويلة ﴿أنا أنبئكم﴾ أي أخبركم إخباراً عظيماً ﴿بتأويله﴾ أي بتفسير ما يؤول إليه معنى هذا الحلم وحده كما هو الحق، وسبب عن كلامه قوله: ﴿فأرسلون *﴾ أي إلى يوسف عليه الصلاة والسلام فإنه أعلم الناس، فأرسلوه إليه؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما: ولم يكن السجن في المدينة، فأتاه فقال الساقي المرسل بعد وصوله إليه منادياً له بالنداء القرب تحبباً إليه: ﴿يوسف﴾ وزاد في التحبب بقوله: ﴿أيها الصديق﴾ أي البليغ في الصدق والتصديق لما يحق تصديقه بما جربناه منه ورأيناه لائحاً عليه ﴿أفتنا﴾ أي اذكر لنا الحكم ﴿في سبع﴾ وميز العدد بجمع السلامة الذي هو للقلة - كما مضى لما مضى - فقال: ﴿بقرات سمان﴾


الصفحة التالية
Icon