﴿سبع سنين دأباً﴾ أي دائبين مجتهدين - والدأب: استمرار الشيء على عادته - كما أشارت إليه رؤياك بعصر الخمر الذي لا يكون إلا بعد الكفاية، ودلت عليه رؤيا الملك للبقرات السمان والسنابل الخضر، والتعبير بذلك يدل على أن هذه السبع تكون - كما تعرفون - من أغلب أحوال الزمان في توسطه بخصب أرض وجدب أخرى، وعجز الماء عن بقعة وإغراقه لأخرى - كما أشار إليه الدأب: ثم أرشدهم إلى ما يتقوون به على ما يأتي من الشر، فقال: ﴿فما حصدتم﴾ أي من شيء بسبب ذلك الزرع - والحصد: قطع الزرع بعد استوائه - في تلك السبع الخصبة ﴿فذروه﴾ أي اتركوه على كل حال ﴿في سنبله﴾ لئلا يفسد بالسوس أو غيره ﴿إلا قليلاً مما تأكلون﴾ قال أبو حيان: أشار برأي نافع بحسب طعام مصر وحنطتها التي لا تبقى عامين بوجه إلا بحيلة إبقائها في السنبل - انتهى.
ولما أتم المشورة، رجع إلى بقية عبارة الرؤيا، فقال: ﴿ثم يأتي﴾ ولما كانت مدة الإتيان غير مستغرقة لزمان البعد، أتى بالجار فقال: ﴿من بعد ذلك﴾ أي الأمرالعظيم، وهي السبع التي تعملون