تمكيناً لقوله دفعاً لمن يظن أنه بعد السجن وما قاربه لا يرفعه هذه الرفعة: ﴿إنك اليوم﴾ وعبر بما هو لشدة الغرابة تمكيناً للكلام أيضاً فقال: ﴿لدينا مكين﴾ أي شديد المكنة، من المكانة، وهي حالة يتمكن بها صاحبها من مراده ﴿أمين *﴾ من الأمانة، وهي حال يؤمن معها نقض العهد، وذلك أنه قيل: إن الملك كان يتكلم بسبعين لساناً فكلمه بها، فعرفها كلها، ثم دعا للملك بالعبراني، فلم يعرفه الملك فقال له: ما هذا اللسان؟ قال: لسان آبائي، فعظم عنده جداً، فكأنه قيل: فما قال الصديق؟ فقيل: ﴿قال﴾ ما يجب عليه من السعي في صلاح الدين والدنيا ﴿اجعلني﴾ قيماً ﴿على خزائن الأرض﴾ أي أرض مصر التي هي لكثرة خيرها كأنها الأرض؛ ثم علله بما هو مقصود الملوك الذي لا يكادون يقفون عليه فقال: ﴿إني حفيظ﴾ أي قادر عل ضبط ما إليّ أمين فيه ﴿عليم *﴾ أي بالغ العلم بوجوه صلاحه واستنمائه فأخبر بما جمع الله له من أداتي الحفظ والفهم، مع