بما يؤول إليه معنى الكلام؛ وعن سلمان رضي الله عنه أن ما بين تأويلها ورؤياها أربعون سنة. ﴿وقد أحسن﴾ أي أوقع إحسانه ﴿بي﴾ تصديقاً لما بشرتني به من إتمام النعمة، وتعدية ﴿أحسن﴾ بالباء أدل على القرب من المحسن من التعدية ب «إلى» وعبر بقوله: ﴿إذا أخرجني من السجن﴾ معرضاً عن لفظ «الجب» حذراً من إيحاش إخوته مع أن اللفظ يحتمله احتمالاً خفياً ﴿وجاء بكم﴾ وقيل: إنهم كانوا أهل عمد وأصحاب مواش، يتنقلون في المياه والمناجع، فلذلك قال: ﴿من البدو﴾ من أطراف بادية فلسطين، وذلك من أكبر النعم كما ورد في الحديث «من يرد الله به خيراً ينقله من البادية إلى الحاضرة» والبدو: بسيط من الأرض يرى فيه الشخص من بعيد، وأصله من الظهور، وأنس إخوته أيضاً بقوله مثبتاً الجار لأن مجيئهم في بعض أزمان البعد: ﴿من بعد أن نزغ﴾ عبر بالماضي ليفهم أنه انقضى ﴿الشيطان﴾ أي أفسد البعيد المحترق بوسوسته التي هي كالنخس ﴿بيني وبين إخوتي﴾ حيث قسم النزع بينه وبينهم ولم يفضل أحداً من