أبو الحسن الحرالي رحمه الله: والتعالي: فوت التناول والمنال بحكم أو حجة، وأشعر التفاعل بما يجري من توهم المحتجين في أمره بأوهام حجج داحضة ﴿حجتهم داحضة عند ربهم﴾ [الشورى: ١٦] فهو تعالى يأذن في الاحتجاج والجدال ثم يتعالى بما له من الحجة البالغة ﴿قل فلله الحجة البالغة﴾ [الأنعام: ١٤٩] فهو المتعالي علماً وحكماً وحجة، وحقيقة المتعالي الذي لا يتعالى إلا هو - انتهى. والحاصل أنه لما وصف نفسه مما تقدم، أشار إلى أن ذلك على ما تحتمله العقول وأن الحق في وصفه الكبر المطلق والتعالي المطلق، لأن العقول لا تحتمل أكثر من ذلك.
ولما كانت العادة قاضية بتفاوت العلم بالنسبة إلى السر والجهر، والقدرة بالنسبة إلى المتحفظ بالحرس وغيره، أتبع ذلك سبحانه بما نفي هذا الاحتمال عنه على وجه الشرح والبيان لاستواء الغيب والشهادة بالنسبة إلى علمه فقال: ﴿سواء منكم﴾ أي في علمه ﴿من أسر القول﴾ أي أخفى معناه في نفسه ﴿ومن جهر به﴾ وفي علمه


الصفحة التالية
Icon