والخيفة مضمنة بالحال، كقولك: هذه ركبة، أي حال من الركوب حسنة، وكذلك هذه خيفة شديدة، والخوف مصدر غير مضمن بالحال. ﴿ويرسل الصواعق﴾ المحرقة من تلك السحائب المشحونة بالمياه المغرقة؛ والصاعقة - قال الرازي: نار لطيفة تسقط من السماء بحال هائلة. ﴿فيصيب بها﴾ أي الصواعق ﴿من يشاء﴾ كما أصاب بها أربد بن ربيعة ﴿وهم﴾ أي والحال أنهم مع ذلك الذي تقدم من إحاطة علمه وكمال قدرته ﴿يجادلون﴾ والجدال: فتل الخصم عن مذهبه بطريق الحجاج ﴿في الله﴾ أي الملك الأعظم بما يؤدي إلى الشك في قدرته وعلمه. ولما كان لا يغني من قصده بالعذاب شيء قال: ﴿وهو شديد المحال *﴾ لأن المحال - ككتاب: الكيد وروم الأمر بالحيل والتدبير والمكر والقدرة والجدال والعذاب والعقاب والعداوة والمعاداة والقوة والشدة والهلاك والإهلاك، يأتي أعداءه بما يريد من إنزال العذاب بهم من حيث لا يحتسبون، وكلها صالح هنا حقيقة أو مجازاً، وقال الرماني: والمحال: الأخذ بالعقاب من قولهم: ما حلت فلاناً - إذا فتلته إلى هلكه - انتهى.


الصفحة التالية
Icon