بقوله: ﴿من دونه أولياء﴾ لا يساوونكم في التسبب في الضر والنفع، بل ﴿لا يملكون لأنفسهم﴾ فكيف بغيرهم ﴿نفعاً﴾ ونكره ليعم، وقدمه لأن السياق لطلبهم منهم، والإنسان إنما يطلب ما ينفعه.
ولما كان من المعلوم أنه لا قدرة لأحد على أن يؤثر في آخره أثراً لا يقدر على مثله في نفسه قال: ﴿ولا ضرّاً﴾ فثبت أن من سواهم بالله أضل الضالين، لأنه يلزمه أن يسوي بين المتضادات، فكان معنى قوله: ﴿قل هل يستوي﴾ والاستواء: استمرار الشيء في جهة واحده ﴿الأعمى﴾ في عينه أو في قلبه ﴿والبصير *﴾ كذلك ﴿أم هل تستوي﴾ بوجه من الوجوه ﴿الظلمات والنور *﴾ : هل أدتهم عقولهم إلى أن سووا بين هذه المتضادات الشديدة الظهور لغباوة أو عناد حتى سووا من يخلق بمن لا يخلق، فجعلوا له شريكاً كذلك لغباوة أو عناد ﴿أم جعلوا لله﴾ أي الذي له مجامع العظمة


الصفحة التالية
Icon