بسطها في سورة الرعد، أعلم هنا أن ذلك كله له وملكه فقال: ﴿الذي له ما في السماوات وما في الأرض﴾ [إبراهيم: ٢] فالسماوات والأرض بجملتهما وما فيهما من عظيم ما أوضح لكم الاعتبار به، كل ذلك له ملكاً وخلقاً واختراعاً، ﴿وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً﴾ [آل عمران: ٨٣] ﴿وويل للكافرين من عذاب شديد﴾ [إبراهيم: ٢] لعنادهم مع وضوح الأمر وبيانه ﴿ويصدون عن سبيل الله﴾ [التوبه: ٣٤] مع وضوح السبيل وانتهاج ذلك الدليل، ثم قال تعالى: ﴿وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه﴾ [إبراهيم: ٤] وكأن هذا من تمام قوله سبحانه ﴿ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية﴾ [الرعد: ٣٨] وذلك أن الكفار لما حملهم الحسد والعناد وبعد الفهم بما جبل على قلوبهم وطبع عليها على أن أنكروا كون الرسل من البشر حتى قالوا: ﴿أبشر يهدوننا﴾ [التغابن: ٦]، ﴿ما أنتم إلا بشر مثلنا﴾ [يس: ١٥] وحتى قالت قريش: ﴿لولا أنزل عليه ملك﴾ [الأنعام: ٨]، ﴿ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق﴾ ﴿وقالوا لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم﴾ [الزخرف: ٣١] فما كثر هذا منهم وتبع خلفهم في هذا سلفهم، رد تعالى أزعامهم وأبطل توهمهم في آيات وردت على التدريج


الصفحة التالية
Icon