﴿من الظلمات﴾ أي أنواع الجهل ﴿إلى النور *﴾ بتلك الآيات ﴿وذكرهم﴾ أي تذكيراً عظيماً ﴿بأيام الله﴾ أي الذي له الجلال والإكرام من وقائعه في الأمم السالفة وغير ذلك من المنح لأوليائه والمحن لأعدائه كما أرسلناك لذلك ﴿إن في ذلك﴾ أي التذكير العظيم ﴿لآيات﴾ على وحدانية الله وعظمته ﴿لكل صبار﴾ أي بليغ الصبر بلاء الله، قال في العوارف: وقال أبو الحسن بن سالم: هم ثلاثة: متصبر، وصابر، وصبار، فالمتصبر من صبر في الله، فمرة يصبر ومرة يجزع، والصابر من يصبر في الله ولله ولا يجزع ولكن يتوقع منه الشكوى، وقد يمكن منه الجزع، فأما الصبار فذلك الذي صبّره الله في الله ولله وبالله، فهذا لو وقع عليه جميع البلايا لا يجزع ولا يتغير من جهة الوجوب والحقيقة، لا من جهة الرسم


الصفحة التالية
Icon