وأوليائه؛ قال في القاموس: ولا يستعمل إلا لما فيه شرف غالباً، فكأنهم قالوا: من أيّ بلائهم؟ فقال: ﴿يسومونكم﴾ أي يكلفونكم ويولونكم على سبيل الاستهانة والقهر ﴿سوء العذاب﴾ بالاستعباد.
ولما كان السياق للصبر البليغ، اقتضى ذلك العطف في قوله: ﴿ويذبحون﴾ أي تذبيحاً كثيراً مميتاً - بما أفاده تعبير الأعراف بالقتل، ومعرفاً بإعادة التعبير بالذبح أن الموت بالسكين ﴿أبناءكم ويستحيون﴾ أي يطلبوا أن يحيوا ﴿نساءكم﴾ لإفادة أن ذلك بلاء آخر ﴿و﴾ الحال أن ﴿في ذلكم﴾ أي الأمر الشديد المشقة من العذاب المتقدم أو الإنجاء أو هما ﴿بلاء من ربكم﴾ أي المربي لكم المدبر لأموركم ﴿عظيم *﴾.
ولما ذكرهم بنعمة الأمن رغبهم فيما يزيدها، ورهبهم مما يزيلها فقال: ﴿وإذ﴾ أي واذكروا إذ ﴿تأذن ربكم﴾ أي أعلم المحسن إليكم إعلاماً بليغاً ينتفي عنه الشكوك قائلاً: ﴿لئن شكرتم﴾ وأكده لما للأنفس من التكذيب بمثل ذلك لأعتقادها أن الزيادة بالسعي في الرزق والنقص بالتهاون فيه ﴿لأزيدنكم﴾ من نعمي، فإن الشكر قيد الموجود وصيد المفقود «إن عطائي لعتيد فأرجوه»


الصفحة التالية
Icon