نبأهم؟ ﴿جاءتهم رسلهم بالبينات﴾ وترك عطفه لشدة التباسه بالمستفهم عنه ﴿فردوا﴾ أي الأمم عقب مجيء الرسل من غير تأمل جامعين في تكذيبهم بين الفعل والقول ﴿أيديهم في أفواههم﴾ وهو أشارة إلى السكوت عن ذلك والتسكيت، كأنه لا يليق أن يتفوه ولو على سبيل الرد؛ قال الرازي في اللوامع: حكى أبو عبيد: كلمته في حاجتي فرد يده في فيه - إذا سكت ولم يجب. ﴿و﴾ بعد أن فعلوا ذلك لهذه الأغراض الفاسدة ﴿قالوا﴾ أي الأمم ﴿إنا كفرنا﴾ أي غطينا مرائي عقولنا مستهينين ﴿بما﴾ ولما كان رد الرسالة جامعاً للكفر، وكانوا غير مسلّمين أن المرسل لهم هو الله، بنوا للمفعول قولهم: ﴿أرسلتم به﴾ أي لأنكم لم تأتونا بما يوجب الظن فضلاً عن القطع، فلذا لا يحتاج رده إلى تأمل.
ولما كان ما أتى به الرسل يوجب القطع بما يعلمه كل أحد، فكانوا بما قالوه في مظنة الإنكار، أكدوا: ﴿وإنا لفي شك﴾ أي محيط بنا، وهو وقوف بين الضدين من غير ترجيح أحدهما، يتعاقب


الصفحة التالية
Icon