محيط - هذا أصله ﴿الذين آمنوا﴾ أي أوجدوا الإيمان ﴿وعملوا الصالحات﴾ أي تصديقاً لدعواهم الإيمان ﴿جنات تجري﴾ وبين أن الماء غير عام لجميع أرضها بإدخال الجار فقال: ﴿من تحتها الأنهار﴾ فهي لا تزال ريّاً، لا يسقط ورقها ولا ثمرها فداخلها لا يبغي بها بدلاً ﴿خالدين فيها﴾.
ولما كانت الإقامة لا تطيب إلا بإذن المالك قال: ﴿بإذن ربهم﴾ الذي أذن لهم - بتربيته وأحسانه - في الخروج من الظلمات إلى النور، وقرىء «وأدخل» على التكلم فيكون عدل عن أن يقول «بإذني» إلى ﴿بإذن ربهم﴾ للإعلام بالصفة المقتضية للرحمة كما قال تعالى ﴿إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك﴾ [الكوثر: ١] ولم يقل: لنا - سواء، ومن شكله ﴿إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر لك الله﴾ [الفتح: ١] فلا تنبغي المسارعة إلى إنكار شي يمكن توجيهه، بل يتعين إمعان النظر، فإن الأمر كما قال الإمام أبو الفتح بن جني في كتابه المحتسب في توجيه ﴿لما يهبط من خشية الله﴾ [البقرة: ٧٤]


الصفحة التالية
Icon