عريقة في الخبث لا طيب فيها ﴿كشجرة خبيثة﴾.
ولما كان من أنفع الأمور إعدامها والراحة من وجودها على أيّ حالة كانت، بنى للمفعول قوله: ﴿اجتثت﴾ أي استؤصلت بقلع جثتها من أصلها ﴿من فوق الأرض﴾ برأي كل من له رأي؛ ثم علل ذلك لقوله: ﴿ما لها﴾ وأعرق في النفي بقوله: ﴿من قرار *﴾ أي عند من له أدنى لب، لأنه لا نفع لها بل وجودها ضار ولو بشغل الأرض، فكذلك الكلمة الخبيثة الباطلة لا بقاء لها أصلاً وإن علت وقتاً، لأن حجتها داحضة فجنودها منهزمة.
فلما برز الكلام إلى هذين المثالين، حصل التعجب ممن يترك ممثول الأول ويفعل ممثول الثاني، فوقع التنبيه على أن ذلك بفعل القاهر، فقال تعالى - جواباً لمن كأنه قال: إن هذا الصريح الحق، ثم إنا نجد النفوس مائلة إلى الضلال، وطائشة في أرجاء المحال، فكيف لنا بالامتثال؟ ﴿يثبت الله﴾ أي الذي له الجلال والجمال ﴿الذين آمنوا﴾


الصفحة التالية
Icon