مرماه اشتد وقعه فقال: ﴿إليهم﴾ ولما دعا لهم بالدين، دعا لهم بالرزق المتضمن للدعاء لجيرانهم فقال: ﴿وارزقهم﴾ أي على يد من يهوي إليهم ﴿من الثمرات﴾ أي التي أنبتها في بلادهم؛ وبين العلة الصالحة بقوله: ﴿لعلهم يشكرون *﴾ أي ليكون حالهم حال من يرجى شكرهم لما يرون من نعمك الخارقة للعوائد في ذلك الموضع البعيد عن الفضل لولا عنايتك فيشتغلوا بعبادتك لإغنائك لهم وإحسانك إليهم، وقد أجاب الله دعوته؛ فالآية لتذكير قريش بهذه النعم الجليلة عليهم ببركة أبيهم الأعظم الذي نهى عن عبادة الأوثان.
ولما فرغ من الدعاء بالأهم من الإبقاء على الفطرة الأولى المشوقة للعزائم إلى العكوف في دارة الأنس، ومن الكفاية لهم المعاش، المنتج للشكر بإنفاق الفضل، وتبين من ذلك أنهم خالفوا أعظم آبائهم في جميع ما قصده لهم من المصالح، أتبعه ما يحث على الإخلاص في ذلك وغيره له ولغيره ليكون أنجح للمراد بضمان الإسعاد ولا سيما مع تكرير النداء الدال على مزيد التضرع فقال: ﴿ربنا﴾ أي أيها المحسن إلينا المالك لجميع أمورنا ﴿إنك تعلم ما﴾ أي جميع ما


الصفحة التالية
Icon