ولا شمالاً، وهذا كناية عن أشد الذل والصغار، ثم أتبعه ما يؤكده فقال مصرحاً بمعنى الشخوص: ﴿لا يرتد إليهم﴾ ولما كانوا في هيئة الأعين في الطرف والسكون قريباً من السواء، وحد فقال: ﴿طرفهم﴾ بل أعينهم شاخصة دائمة الفتح لا تطرف كالمحتضر لما بأصحابها من الهول ﴿وأفئدتهم﴾ جمع فؤاد، وهو العضو الذي من شأنه أن يحمى بالغضب؛ قال في القاموس: والتفؤد: التحرق والتوقد، ومنه الفؤاد للقلب مذكر، جمعه أفئدة. ﴿هواء *﴾ أي عدم فارغة لا شيء فيها من الجرأة والأنفة التي يظهرونها الآن كما قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:
ألا أبلغ أبا سفيان عني... فأنت مجوف نخب هواء
والهواء: الخلاء الذي لم تشغله الأجرام، والنخب: الجبان، وكذا الهواء - قاله في القاموس. فأنذرهم أهوال ذلك اليوم فإنه لا يبقى معهم فيه شيء مما هم فيه من الإباء والاستكبار ﴿وأنذر﴾ أي يا محمد ﴿الناس﴾ جميعاً، ما يحل بهم ﴿يوم يأتيهم العذاب﴾ وينكشف


الصفحة التالية
Icon