روى مسلم والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن قوله تعالى: ﴿يوم تبدل الأرض﴾ الآية قلت: يا رسول الله فأين يكون للناس يومئذ؟ قال: على الصراط.
ولما ذكر بروزهم له ذكر حالهم في ذلك البروز فقال: ﴿وترى المجرمين﴾ أي وتراهم، ولكنه أظهر لتعدد صفاتهم التي أوجبت لهم الخزي؛ والإجرام: قطع ما يجوز من العمل بفعل ما لا يجوز ﴿يومئذ﴾ أي إذ كانت هذه الأمور العظام ﴿مقرنين﴾ أي مجموعاً كل منهم إلى نظيره، أو مجموعة أيديهم إلى أعناقهم جمعاً فيه شدة وضيق ﴿في الأصفاد *﴾ أي القيود، والمراد هنا الأغلال، أي السلاسل التي تجمع الأيدي فيها إلى الأعناق ويقرنون فيها مع أشكالهم؛ ثم بين لباسهم بقوله: ﴿سرابيلهم﴾ أي قمصهم السابغة ﴿من قطران﴾ وهو ما يهنأ به الإبل، ومن شأنه أنه سرع فيه


الصفحة التالية
Icon