أنه لازم له كما هو شأن العصمة: ﴿كذلك﴾ أي مثل ذلك التثبيت نثبته في كل أمر ﴿لنصرف عنه السوء﴾ أي الهمّ بالزنا وغيره ﴿والفحشاء﴾ أي الزنا وغيره، فكأنه قيل: لِمَ فعل به هذا؟ فقيل ﴿إنه من عبادنا﴾ أي الذين عظمناهم بما لنا من العظمة ﴿المخلصين *﴾ أي هو في عداد الذين هم خير صرف، لا يخالطهم غش، ومن ذريتهم أيضاً، وهذا مع قول إبليس ﴿لأغوينهم أجمعين إلاّ عبادك منهم المخلصين﴾ [ص: ٨٣] شهادة من إبليس أن يوسف عليه الصلاة والسلام بريء من الهمّ في هذه الواقعة؛ قال الإمام: فمن نسبه إلى الهمّ إن كان من أتباع دين الله فليقبل شهادة الله، وإن كان من أتباع إبليس وجنوده فليقبل شهادة إبليس بطهارته، قال: ولعلهم يقولون: كنا تلامذة إبليس ثم زدنا عليه - كما قيل:
وكنت فتى من جند إبليس فارتقى | من الأمر حتى صار إبليس من جندي |
فلو مات قبلي كنت أحسن بعده | طراييق فسق ليس يحسنها بعدي |