فتحه فضلاً عن الوصول إلى غيره لتغليق الجميع.
ولما علم السامع أنهما ألفياه وهما على هذه الحالة كان كأنه قيل: فما اتفق؟ فقيل: ﴿قالت﴾ مبادرة من غير حياء ولا تلعثم ﴿ما﴾ نافية، ويجوز أن تكون استفهامية ﴿جزاء من أراد﴾ أي منه ومن غيره كائناً من كان، لما لك من العظمة ﴿بأهلك سوءاً﴾ أي ولو أنه غير الزنا ﴿إلا أن يسجن﴾ أي يودع في السجن إلى وقت ما، ليحكم فيه بما يليق ﴿أو عذاب أليم﴾ أي دائم ثابت غير السجن؛ والجزاء: مقابلة العمل بما هو حقه، هذا كان حالها عند المفاجأة، وأما هو عليه الصلاة والسلام فجرى على سجايا الكرام بأن سكت ستراً عليها وتنزهاً عن ذكر الفحشاء، فكأنه قيل: فماذا قال حين قذفته بهذا؟ فقيل ﴿قال﴾ دافعاً عن نفسه لا هاتكاً لها ﴿هي﴾ بضمير الغيبة لاستيحائه عن مواجهتها بإشارة أو ضمير خطاب ﴿راودتني عن نفسي﴾ وما قال ذلك إلا حين اضطرته إليه بنسبته إلى الخيانة، وصدقه لعمري فيما قال لا يحتاج إلى بيان أكثر من الحال الذي كانا فيه، وهو