عليهن لنقصهن أقدر، وكيدهن الذي هو من كيد الشيطان أضعفُ ضعيف بالنسبة إلى ما يدبره الله عز وجل في إبطاله؛ ثم قال العزيز آمراً له عليه السلام مسقطاً لحرف النداء دلالة على أن قربه من قلبه على حاله: ﴿يوسف أعرض﴾ أي انصرف بكليتك مجاوزاً ﴿عن هذا﴾ أي اجعله بمنزلة ما تصرف وجهك عنه إلى جهة العرض بأن لا تذكره لأحد ولا تهتم به، فإني لم أتأثر منك بوجه، لأن عذرك قد بان، وأقبل إليها فقال: ﴿واستغفري﴾ أي اطلبي الغفران ﴿لذنبك﴾ في أن لا يحصل لك عقوبة مني ولا من الله؛ واستأنف بيان ما أشار إليه بقوله: ﴿إنك كنت﴾ أي كوناً جبلياً ﴿من الخاطئين﴾ أي العريقين في الخطأ بغاية القوة، يقال: خطىء يخطأ - إذا أذنب متعمداً.
ولما كان في هذا من شرف العفة ما يدل على كمال العصمة، وأكده تعالى بما يدل على تسامي حسنه وتعالي جماله ولطفه، لأن العادة جرت بأن ذلك كان بعضه لأحد كان مظنة لميله، لتوفير الدواعي على الميل إليه، فقال تعالى: ﴿وقال نسوة﴾ أي جماعة من النساء لما شاع الحديت؛ ولما كانت البلدة كلما عظمت كان أهلها أعقل وأقرب إلى الحكمة، قال: ﴿في المدينة﴾ أي التي فيها امرأة العزيز ساكنة ﴿امرأت العزيز﴾ فأضفنها إلى زوجها إرادة الإشاعة للخبر، لأن النفس