﴿اخرج عليهن﴾ فامتثل له ما أمرته به كما هو دأبه معها في كل ما لا معصية فيه، وبادر الخروج عليهن ﴿فلما رأينه﴾ أي النسوة ﴿أكبرنه﴾ أي أعظمن يوسف عليه الصلاة والسلام جداً إعظاماً كربّهن ﴿وقطعن﴾ أي جرحن جراحات كثيرة ﴿أيديهن﴾ وعاد لومهن عذراً، والتضعيف يدل على التكثير، فكأن السكين كانت تقع على يد إحداهن فتجرحها فترفعها عن يدها بطبعها، ثم يغلبها الدهش فتقع على موضع آخر وهكذا ﴿وقلن حاش﴾ أي تنزيهاً عظيماً جداً ﴿لله﴾ أي الملك الأعلى الذي له صفات الكمال التي خلق بها مثل هذا.
ولما كان المراد بهذا التنزيه تعظيمه، بينه بقولهن: ﴿ما هذا بشراً﴾ لأنه فاق البشر في الحسن جداً، وأعرض عن الشهوة من غير علة، نراها مانعة له لأنه في غاية القوة والفحولية، فكأنه قيل: فما هو؟ فقلن: ﴿إن﴾ أي ما ﴿هذا﴾ أي في هذا الحسن والجمال، وأعدن الإشارة دفعاً لإمكان الغلط ﴿إلا ملك كريم *﴾ وذلك لما ركز في الطباع من نسبة كل معنى فائق إلى الملائكة من الحسن والعفة وغيرهما