مباعداً للعلم والعلماء، وكان فعلهم في التكذيب فعل من ينكر ذلك، قال: ﴿وإن﴾ أي وإن الشأن والحديث ﴿كنت﴾ ولما كان كونه لم يستغرق الزمان الماضي، أثبت الجار فقال: ﴿من قبله﴾ أي هذا الكتاب أو إيحائنا إليك به ﴿لمن الغافلين﴾ أي عن هذه القصة وغيرها، مؤكداً له بأنواع التأكيد، وهو ناظر إلى قوله آخرها ﴿وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون﴾ بعد التفاته عن كثب إلى آخر التي قبلها ﴿وما ربك بغافل عما تعملون﴾ والحسن: معنى يتقبله العقل ويطرق إلى طلب المتصف به أنواع الحيل، ومادة، غفل، بكل ترتيب تدور على الستر والحجب، من الغلاف الذي يوضع فيه الشيء فلا ينظر منه شيئاً ولا ينظره شيء ما دام فيه، ومنه الغفلة - للجلدة التي التي على الكمرة، والغفل - بالضم: ما لا علاقة له من الأرض، ودابة غفل، لا سمة لها، لأن عدم العلامة مؤدٍ إلى الجهل بها فكأنها في غلاف لا ينظر منه، ومنه رجل غفل: لا حسب عنده، لأن ذلك أقرب إلى جهله، والتغفل: الختل، أي أخذ الشيء من غير أن يشعر، فقد ظهر أن مقصود السورة وصف الكتاب بعد الحكمة والتفصيل بالإبانة عن جميع المقاصد المنزل لها؛ وقال الإمام ابو جعفر بن الزبير: هذه السورة من جملة ما قص


الصفحة التالية
Icon