من الهداية والإضلال -: ﴿ولو شاء﴾ هدايتكم ﴿لهداكم أجمعين *﴾ بخلق الهداية في قلوبكم بعد بيان الطريق القصد، ولكنه لم يشأ ذلك فجعلكم قسمين.
ولما كان ما مضى كفيلاً ببيان أنه الواحد المختار، شرع يوضح ذلك بتفصيل الآيات إيضاحاً يدعه في أتم انكشاف في سياق معدّد للنعم مذكر بها داع إلى شكرها، فقال بعد ما دل به من الإنسان وما يليه في الشرف من الحيوان مبتدئاً بما يليهما في الشرف من النبات الذي هو قوام حياة الإنسان وما به قوام حياته من الحيوان: ﴿هو﴾ لا غيره مما تدعي فيه الإلهية ﴿الذي أنزل﴾ أي بقدرته الباهرة ﴿من السماء﴾ قيل: نفسها. وقيل: جهتها، وقيل: السحاب - كما هو مشاهد ﴿ماء﴾ أي واحداً تحسونه بالذوق والبصر ﴿لكم منه﴾ أي خاصة ﴿شراب﴾ ظاهر على وجه الأرض من العيون والأنهار والغدران وغيرها.